جاء قرار مجلس إدارة نادي الزمالك برئاسة ممدوح عباس بإعادة هنري ميشيل لتدريب الفريق الأبيض مرة أخرى لينذر بدخول الفريق في مرحلة خطيرة على مستقبل النادي.
الناحية الأخلاقية
فمن الناحية الأخلاقية، هدم عباس بيده القيم والمبادىء داخل النادي الأبيض بعدما أعاد مدربا هرب من تدريب الفريق قبل بداية الموسم بساعات قليلة وبعدما أقام فترة اعداد "على مزاجه" وفي بلده، وبعدما استغنى عن وائل القباني ومحمود محمود واختار بنفسه قائمة الفريق، وخدع مسؤولي الزمالك وجماهيره ليهرب إلى تدريب المغرب بعدها بأيام قليلة من أجل حفنة دولارات.
وبعودة ميشيل مجددا فمن يضمن ألا يفعل ذلك مرة أخرى وألا يهرب إلى ناد أخر يمنحه مزيدا من الدولارات.
واذا قال البعض إن الزمالك بامكانه أن يحكم بقاء ميشيل بالاتفاق على شرط جزائي كبير في حالة رحيله فهذا الشرط سيكون سلاحا ذو حدين لأن الشرط الجزائي يكون من جانب الطرفين.
بمعنى أنه اذا فشل ميشيل مع الزمالك وحقق نتائج سلبية فوقتها لن يستطيع المجلس اقالته بسبب الشرط الجزائي الكبير وهو المأزق الذي وقع فيه صن داونز الجنوب إفريقي مع نفس المدرب من قبل.
وكنت أتمنى أن يتعاقد الزمالك مع فينجادا أو بوكير، أو حتى حلمي طولان أو طه بصري أو حسام حسن، فحتى لو كانوا أقل فنيا من ميشيل (وهو ليس صحيح) فيكفي أنهم مدربين يحترمون تعاقداتهم.
أخطأ عباس خطأ كبير بالتعاقد مع مدرب "هارب"، وهذا هو الفرق بين الزمالك والأهلي الذي رفض اعادة إبراهيم سعيد أو عصام الحضري رغم حاجة الفريق إليهم بشدة.
الناحية الفنية
البعض يقول أن ميشيل حقق نجاحات كبيرة مع الزمالك أثناء تولي تدريبه قبل عامين، ونسي هؤلاء أن ميشيل لم يحقق أي بطولة مع الزمالك، وودع دوري أبطال إفريقيا على يد الهلال السوداني بالهزيمة 0-2 في أم درمان والتعادل 2-2 بالقاهرة، وودع دوري أبطال العرب على يد الفيصلي الأردني المتواضع بالتعادل صفر-صفر في عمان والهزيمة صفر-2 بالقاهرة.
والغريب والطريف أن البعض يقول أن ميشيل قاد الزمالك للفوز على الأهلي في الدوري رغم أن الأهلي لعب هذا اللقاء بالبدلاء والناشئين، كما يردد البعض أن ميشيل قاد الزمالك للهزيمة من الأهلي 3-4 في نهائي الكأس وكأن الهزيمة أصبحت انجاز تاريخي يحسب له.
وفي هذه المباراة، تقدم الزمالك ثلاث مرات وفشل في الحفاظ على تقدمه وهي مسؤولية مدرب بالدرجة الأولى، كما أن ميشيل كان المسؤول الأوحد عن الهزيمة بعدما أشرك أحمد حسام في مركز المساك فكان ثغرة في دفاع الزمالك استغلها أسامة حسني بتسجيل هدفين.
البعض أيضا يقول أن ميشيل قاد الزمالك لصدارة الدور الثاني من الدوري متناسين أن الأهلي لعب أخر أربع مباريات بالبدلاء وخسر منهما مباراتين أمام الزمالك والاسماعيلي لو فاز فيهما كان سيكون بطل الدور الثاني أيضا.
يجب أيضا أن يعلم الجميع أن مباريات الدور الثاني تكون أسهل كثيرا من الدور الأول لأن اللاعبين يلعبون المباريات وهم ليسوا تحت ضغط عصبي مثلما فعل الزمالك في العديد من مباريات الدور الثاني الموسم الماضي تحت قيادة ديكاستل وأدى مباريات جيدة بمجموعة من الناشئين وتعادل مع الأهلي بكامل نجومه، ولكن مع بداية الموسم الحالي ظهر ديكاستل على حقيقته في ظل وجود منافسة وضغط عصبي.
ولعل ما حققه ميشيل في فترة ولايته الأولى لا يأتي "ربع" ما حققه كابرال عندما قاد الزمالك لتحقيق 11 بطولة في عامين، ولكنه عندما عاد لتدريب الفريق مرة أخرى فشل فشلا ذريعا ولكن للأسف مسؤولي الزمالك لم يتعلموا درس كابرال وأعادوا ميشيل مرة أخرى.
ميشيل أيضا كان صاحب فكرة التعاقد مع الأردني خالد سعد والتونسي وسام العابدي وأحمد غانم سلطان وبشير التابعي وكريم ذكري وجميعهم لم يحققوا أي نجاح يذكر مع الزمالك.
اخفاقات متتالية
رغم أن هنري ميشيل حقق انجازات عديدة في بداية مشواره الكروي، الا أنه في الفترة الأخيرة أصبح يحقق اخفاقا تلو الأخر مع عدة أندية ومنتخبات.
ففي موسم 2006-2007 تعاقد ميشيل مع العربي القطري والذي كان يحتل المركز الثالث في الدوري الموسم الأسبق وتمت اقالته مبكرا بعدما خاض مع الفريق عشر مباريات فقط محليا وخليجيا خسر في ست منها وفاز مرتين وتعادل مرتين.
وبعد هروبه من الزمالك تولى ميشيل تدريب منتخب المغرب وخرج من كأس أمم إفريقيا 2008 من الدور الأول بعد هزيمتين من غانا وغينيا وفوز وحيد على نامبيا لتتم اقالته فورا.
ثم انتقل ميشيل لتدريب صن داونز الجنوب إفريقي وفشل معه فشلا ذريعا حيث لقي عشر هزائم في 23 مباراة وتراجع للمركز الثامن في جدول الدوري لتتم اقالته أيضا من تدريب الفريق.
خلاصة الكلام:
من يتابع تاريخ ميشيل جيدا ويقرأ سيرته الذاتية بامعان سيجد أن معظم نجاحاته كانت مع المنتخبات (فرنسا وشباب فرنسا والكاميرون والمغرب وكوت ديفوار)، فيما كانت معظم اخفاقاته مع الأندية (باريس سان جيرمان والعين وأريس سالونيك والعربي وصن داونز) وهو ما يعني أنه مدرب قادر على قيادة المنتخبات بصورة جيدة فيما يفشل فشلا ذريعا مع الأندية.
الملحوظة الأخرى هي أن معظم نجاحات ميشيل كانت مع دول ناطقة بالفرنسية مثل فرنسا والكاميرون والمغرب وكوت ديفوار، فيما فشل في معظم الدول الأخرى مثل الامارات واليونان وقطر وجنوب إفريقيا.
نقطة أخيرة:
هنري ميشيل تمت اقالته من تدريب صن داونز يوم 24 مارس الماضي، ورغم انتهاء الموسم الكروي في جميع دول العالم وبداية الموسم الجديد لم يجد ميشيل أي ناد أو منتخب في العالم يتعاقد معه ليظل جالسا "على القهوة" منتظرا عرض الزمالك. [i]
الناحية الأخلاقية
فمن الناحية الأخلاقية، هدم عباس بيده القيم والمبادىء داخل النادي الأبيض بعدما أعاد مدربا هرب من تدريب الفريق قبل بداية الموسم بساعات قليلة وبعدما أقام فترة اعداد "على مزاجه" وفي بلده، وبعدما استغنى عن وائل القباني ومحمود محمود واختار بنفسه قائمة الفريق، وخدع مسؤولي الزمالك وجماهيره ليهرب إلى تدريب المغرب بعدها بأيام قليلة من أجل حفنة دولارات.
وبعودة ميشيل مجددا فمن يضمن ألا يفعل ذلك مرة أخرى وألا يهرب إلى ناد أخر يمنحه مزيدا من الدولارات.
واذا قال البعض إن الزمالك بامكانه أن يحكم بقاء ميشيل بالاتفاق على شرط جزائي كبير في حالة رحيله فهذا الشرط سيكون سلاحا ذو حدين لأن الشرط الجزائي يكون من جانب الطرفين.
بمعنى أنه اذا فشل ميشيل مع الزمالك وحقق نتائج سلبية فوقتها لن يستطيع المجلس اقالته بسبب الشرط الجزائي الكبير وهو المأزق الذي وقع فيه صن داونز الجنوب إفريقي مع نفس المدرب من قبل.
وكنت أتمنى أن يتعاقد الزمالك مع فينجادا أو بوكير، أو حتى حلمي طولان أو طه بصري أو حسام حسن، فحتى لو كانوا أقل فنيا من ميشيل (وهو ليس صحيح) فيكفي أنهم مدربين يحترمون تعاقداتهم.
أخطأ عباس خطأ كبير بالتعاقد مع مدرب "هارب"، وهذا هو الفرق بين الزمالك والأهلي الذي رفض اعادة إبراهيم سعيد أو عصام الحضري رغم حاجة الفريق إليهم بشدة.
الناحية الفنية
البعض يقول أن ميشيل حقق نجاحات كبيرة مع الزمالك أثناء تولي تدريبه قبل عامين، ونسي هؤلاء أن ميشيل لم يحقق أي بطولة مع الزمالك، وودع دوري أبطال إفريقيا على يد الهلال السوداني بالهزيمة 0-2 في أم درمان والتعادل 2-2 بالقاهرة، وودع دوري أبطال العرب على يد الفيصلي الأردني المتواضع بالتعادل صفر-صفر في عمان والهزيمة صفر-2 بالقاهرة.
والغريب والطريف أن البعض يقول أن ميشيل قاد الزمالك للفوز على الأهلي في الدوري رغم أن الأهلي لعب هذا اللقاء بالبدلاء والناشئين، كما يردد البعض أن ميشيل قاد الزمالك للهزيمة من الأهلي 3-4 في نهائي الكأس وكأن الهزيمة أصبحت انجاز تاريخي يحسب له.
وفي هذه المباراة، تقدم الزمالك ثلاث مرات وفشل في الحفاظ على تقدمه وهي مسؤولية مدرب بالدرجة الأولى، كما أن ميشيل كان المسؤول الأوحد عن الهزيمة بعدما أشرك أحمد حسام في مركز المساك فكان ثغرة في دفاع الزمالك استغلها أسامة حسني بتسجيل هدفين.
البعض أيضا يقول أن ميشيل قاد الزمالك لصدارة الدور الثاني من الدوري متناسين أن الأهلي لعب أخر أربع مباريات بالبدلاء وخسر منهما مباراتين أمام الزمالك والاسماعيلي لو فاز فيهما كان سيكون بطل الدور الثاني أيضا.
يجب أيضا أن يعلم الجميع أن مباريات الدور الثاني تكون أسهل كثيرا من الدور الأول لأن اللاعبين يلعبون المباريات وهم ليسوا تحت ضغط عصبي مثلما فعل الزمالك في العديد من مباريات الدور الثاني الموسم الماضي تحت قيادة ديكاستل وأدى مباريات جيدة بمجموعة من الناشئين وتعادل مع الأهلي بكامل نجومه، ولكن مع بداية الموسم الحالي ظهر ديكاستل على حقيقته في ظل وجود منافسة وضغط عصبي.
ولعل ما حققه ميشيل في فترة ولايته الأولى لا يأتي "ربع" ما حققه كابرال عندما قاد الزمالك لتحقيق 11 بطولة في عامين، ولكنه عندما عاد لتدريب الفريق مرة أخرى فشل فشلا ذريعا ولكن للأسف مسؤولي الزمالك لم يتعلموا درس كابرال وأعادوا ميشيل مرة أخرى.
ميشيل أيضا كان صاحب فكرة التعاقد مع الأردني خالد سعد والتونسي وسام العابدي وأحمد غانم سلطان وبشير التابعي وكريم ذكري وجميعهم لم يحققوا أي نجاح يذكر مع الزمالك.
اخفاقات متتالية
رغم أن هنري ميشيل حقق انجازات عديدة في بداية مشواره الكروي، الا أنه في الفترة الأخيرة أصبح يحقق اخفاقا تلو الأخر مع عدة أندية ومنتخبات.
ففي موسم 2006-2007 تعاقد ميشيل مع العربي القطري والذي كان يحتل المركز الثالث في الدوري الموسم الأسبق وتمت اقالته مبكرا بعدما خاض مع الفريق عشر مباريات فقط محليا وخليجيا خسر في ست منها وفاز مرتين وتعادل مرتين.
وبعد هروبه من الزمالك تولى ميشيل تدريب منتخب المغرب وخرج من كأس أمم إفريقيا 2008 من الدور الأول بعد هزيمتين من غانا وغينيا وفوز وحيد على نامبيا لتتم اقالته فورا.
ثم انتقل ميشيل لتدريب صن داونز الجنوب إفريقي وفشل معه فشلا ذريعا حيث لقي عشر هزائم في 23 مباراة وتراجع للمركز الثامن في جدول الدوري لتتم اقالته أيضا من تدريب الفريق.
خلاصة الكلام:
من يتابع تاريخ ميشيل جيدا ويقرأ سيرته الذاتية بامعان سيجد أن معظم نجاحاته كانت مع المنتخبات (فرنسا وشباب فرنسا والكاميرون والمغرب وكوت ديفوار)، فيما كانت معظم اخفاقاته مع الأندية (باريس سان جيرمان والعين وأريس سالونيك والعربي وصن داونز) وهو ما يعني أنه مدرب قادر على قيادة المنتخبات بصورة جيدة فيما يفشل فشلا ذريعا مع الأندية.
الملحوظة الأخرى هي أن معظم نجاحات ميشيل كانت مع دول ناطقة بالفرنسية مثل فرنسا والكاميرون والمغرب وكوت ديفوار، فيما فشل في معظم الدول الأخرى مثل الامارات واليونان وقطر وجنوب إفريقيا.
نقطة أخيرة:
هنري ميشيل تمت اقالته من تدريب صن داونز يوم 24 مارس الماضي، ورغم انتهاء الموسم الكروي في جميع دول العالم وبداية الموسم الجديد لم يجد ميشيل أي ناد أو منتخب في العالم يتعاقد معه ليظل جالسا "على القهوة" منتظرا عرض الزمالك. [i]
عدل سابقا من قبل 3AtTyA في الأربعاء سبتمبر 02, 2009 6:59 pm عدل 2 مرات